من يعرفني يدرك تماماً مدى عشقي لسيارات العم أنزو الحمراء الساحرة فيراري ، لذا فإن فكرة قيادة نسخة منها على طرقات لبنان الجبلية واضطراري لتعليق عطلتي الصيفية لمدة يوم كامل، كانت بمثابة حلم تحقق أخيراً، حلم بأن أقود سيارة تنتمي إلى العلامة التجارية الجامحة التي تعتبر سياراتها اليوم الأفضل في عالم السيارات الرياضية العالية الأداء على الطرقات التي أمضيت طفولتي وأنا أتنقل عليها.
في البداية، انطلقنا من مقر وكلاء فيراري في لبنان، سكودريا ليبانون الكائن في بيروت بإتجاه منطقة فاريا سالكين طرقات جبلية كانت كفيلة بإظهار المعدن الحقيقي لطراز بورتوفينو الذي يعتبر بمثابة طراز المدخل لعالم الاثارة، الأناقة والأداء الرياضي الخالص الذي تقوم فيراري عليه.
تمّ تصميم بورتوفينو بالكامل لدى فيراري دون الإستعانة بأي دار تصميم خارجي، وهي تتمتع بشكلٍ أنيق معزز بروح هجومية مع خطوط انسيابية توحي بمستوى عالي من التطور
وتجدر الإشارة إلى أن فيراري اختارت أن تُطلق على هذا الطراز تسمية بورتوفينو تيمّناً بإحدى أروع البلدات على الساحل الإيطالي، التي يترادف اسمها م
الأناقة الجذّابة.
وفي المقدمة، تعمل فتحات التهوية على جذب الهواء نحو المحرك لتبريده ثم الخروج من القسم الجانبي للسيارة، أي تحديداً الرفاريف الأمامية مولدةً قوة ضغط هوائي نحو الأسفل يساعد المحور الأمامي على التماسك عند المنعطفات، علماً أنّ المسؤول الأول عن تصميم السيارة هو رئيس قسم التصميم لدى فيراري فلافيو مانزوني.
ولم تكتفي فيراري بإستخدام الألومنيوم في بناء بورتوفينو بل عمدت أيضاً إلى إبتكار طريقة جديدة في التصنيع تخفض تعقيد عملية التصنيع والوزن في الوقت الذي تحسن فيه مستويات الصلابة.
ميكانيكياً، لم تقم فيراري بإستبدال القلب النابض بالأحصنة، إذ حافظت على محرك كاليفورنيا الشهير المكوّن من ثماني أسطوانات سعة 3.9 ليتر مع شاحن هواء توربو، ولكن بعد أن أخضعته لجملة من التعديلات التي رفعت قوته وحسّنت من أدائه، إذ جرى استخدام مكابس جديدة وأذرع توصيل جديدة، فضلاً عن إعادة تصميم نظام السحب للتقليل من تأخر تدخل التوربو بنسبة كبيرة، وعمدت أيضاً إلى تركيب نظام عادم جديد ونظام تحكم بشدة الضغط المتغيرة. كل هذه التعديلات رفعت أداء المحرك وخفضت من نسب استهلاكه للوقود.
وبذلك أصبح محرك بورتوفينو قادر على توليد قوة 590 حصاناً – مقابل 560 في كاليفورنيا T – عند 7,500 د.د و760 نيوتن متر ما بين 3,000 إلى 5,250 د.د. وهذه الأرقام تؤمن لـ فيراري بورتوفينو تسارعاً مثيراً من 0 إلى 100 كلم/س في 3.5 ثانية مع سرعة قصوى تلامس عتبة 320 كلم/س.
وفيما يتوفر العزم الأقصى على سرعات دوران محرك تتراوح بين 3,000 و5,250 دورة في الدقيقة، فإنّ هذا يعني أنّ مستويات العزم تتوفر منذ البداية، الأمر الذي يسمح بدوره للسيارة من الإنطلاق إلى سرعة 100 كلم/س خلال 3.5 ثواني، وتتمتع السيارة أيضاً بنظام عادم مدروس كي يوفر صوت رخيم، أما الخبر الأبرز فيبقى أنّ السيارة تتمتع بترس تفاضلي الكتروني يسمح لها بالتمتع بمستويات تماسك عالية داخل المنعطفات السريعة، علماً أنّ هذا النظام مدمج مع نظام التحكم بالجر، هذا ويتوفر للسيارة أيضاً مقود بمساعدة كهربائية.
وقد خضع السقف المعدني القابل للطي في بورتوفينو، إلى إعادة تصميم شاملة وبات يُفتح ويُغلق في 14 ثانية فقط حتّى لو كانت السيارة تتنقّل عند سرعات منخفضة، ممّا يجعل السيارة عملية أكثر فأكثر.
من الداخل، هناك أمور جديدة تستفيد منها السيارة وسمات تؤكد بأنّ فيراري أصبحت متمرسة إلى أقصى الحدود في مجال توضيب المقصورة الداخلية بشكلٍ عملي.
أما المقاعد فهي أيضاً ثمرة بحوث خاصّة وتتميّز ببنية مبتكرة من المغنيزيوم. أما اللجوء إلى حشوات مختلفة الكثافة وظهر مدمج للغاية فيؤمّن المزيد من المساحة للمقعدين الخلفيين مقارنة بالطراز السابق.
وفي الختام، لا يسعنى سوى القول أنّ هذه السيارة المدخل إلى عالم فيراري هي ممتازة.